وانتقل الملك إلى عبد الملك (بن) نوح (١) بن منصور بن عبد الملك بن نوح ابن نصر بن أحمد بن إسماعيل بعد أخيه ، وقد تولى الملك ثمانية أشهر وسبعة عشر يوما إلى أن جاء سيف الدولة محمود محاربا لفائق وبكتوزن انتقاما لأبى الحارث وهزمهما واستولى على خراسان. وقد فرا إلى ماوراء النهر وتحالف فائق مع إيلك خان وجاء إيلك خان مع طاهر لحرب عبد الملك وقبض على أمرائه وأقاربه ، فاضطر عبد الملك إلى الفرار واستولى إيلك خان على ماوراء النهر فى الثانى والعشرين من ذى الحجة سنة تسع وثمانين وثلاثمائة (٩٩٨ م) ودالت دولة السامانيين.
ومن سلالتهم المستنصر إسماعيل بن نوح ، أخو عبد الملك ، وقد فر من حبس إيلك خان وذهب إلى خوارزم ، فاجتمع عليه جيش وأرسل فى المقدمة أرسلان يالو فى عسكر لجب ، وحارب فى سمرقند جعفر تكين أخا إيلك خان وقد أسر هو وجماعة من الأمراء على يد جيش السامانيين ، وقد حبسهم إسماعيل جزاء على حبس أقار به وقصد بخارى وحارب الشحنة الإيلكية ، واستولى على عرش بخارى ، فجاء إيلك خان لحربه وذهب إلى بخارى ولم يكن لإسماعيل طاقة بالقتال ، فذهب من بخارى إلى نيسابور ، فانضم إليه أبو القاسم السيمجورى (٢) وحاربا الأمير نصرا بن سبكتكين ففر منهم نصر ، فجاء سيف الدولة محمود مددا لأخيه لمحاربة إسماعيل ، فلجأ إسماعيل إلى قابوس بن وشمكير ، فاحتفى به قابوس كثيرا وقال : إن مملكة الرى بلا ملك فيجب أن تذهب إلى هنالك. فذهب إسماعيل إلى هنالك فى صحبة منوچهر (منوتشهر) ودارا ابنى قابوس. وبخداع سيدة ملكة الرى عاد وقصد نيسابور. فترك له الأمير نصر المدينة وذهب ، وجاء بعسكر وتحاربا فانهزم إسماعيل ، ولهذا السبب قتل أرسلان يالو أمير الجيش ، فانفض من حوله العسكر ، فهدأهم أبو القاسم سيمجور وذهبوا مرة أخرى لحرب الأمير نصر ، فأسر أبو القاسم
__________________
(١) فى نسخة شيفر : عبد الملك نوح بن منصور ، وفى نسخة برون ص ٣٩١ عميد الملك بن نوح ابن منصور ، ولكنه فى نفس الصفحة وبعد أسطر ورد هذا الاسم «عبد الملك» كما جاء فى نسخة شيفر.
(٢) هذا الاسم ورد هنا فى نسختى شيفر وبرون (أبو القاسم سيمجورى) ولكنه ورد فى مواضع أخرى من النسختين (أبو القاسم سيمجور).