والمعنى أنّ الرسول الأعظم صلى الله عليه واله أراد أن يبيّن للاُمّة آنذاك مقام عترته وذريّته ولا سيّما مقام ابن عمّه ووصيّه ووزيره علي بن أبي طالب عليه السلام فقال صلى الله عليه واله مع غض النظر عن المحبّة والوداد من جهة قرابته معه.
هذا جبرئيل يخبرني بأنّ السعيد من أحبّ عليّاً في حياته وبعد موته ، وأنّ الشقي من أبغض عليّاً في حياته وبعد مماته.
إذن السعادة والشقاوة بمحبّته وبغضه لا تكون لأجل القرابة إلى النبي صلى الله عليه واله بل هذا ناشىء من إخبار جبرئيل إليه.
ها هي فاطمة الزهراء الصدّيقة البتول تسأل أبيها على أن تورّث إبناها الحسن والحسين عليهما السلام شيئاً من صفاته المجيدة من الهيبة والكرامة والسؤدد والشجاعة والجود والكرم؟ فأجابها بأنّ الحسن فله هيبتي وسؤددي وأما الحسين فله جرأتي وجودي وإليك نص ما أخرجه الحاكم عن زينب بنت أبي رافع عن فاطمة إبنة رسول الله صلى الله عليه واله «إنّها أتت بالحسن والحسين إلى رسول الله صلى الله عليه واله في شكوة التي توفّي فيها فقالت : يا رسول الله صلى الله عليه واله هذان إبناك فورّثهما شيئاً ، فقال صلى الله عليه واله : أمّا الحسن فله هيبتي وسؤددى ، وأمّا الحسين فله جرأتي وجودي (١)».
__________________
١ ـ المعجم الكبير : ج ٢٢ ، ص ٤٢٣ ، ح ١٠٤١ وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد : ج ٩ ، ص ١٨٥ ، الشيخ الصدوق في الخصال : ص ٧٧ ، ح ١٢٢ ، وفي دلائل الإمامة : ٣ ، ذخائر العقبىٰ : ص ١٢٩.