هذه البيئة العائليّة على فاطمة الزهراء (١) ، وشخصيتّها فتتأثر بأبويها وتقتدي بخيرة خلق الله خلقاً ومنطقاً وإنسانيّة فكانت خيرة النساء ، وقدوة المرأة المسلمة ، واُمّ الأئمّة الطاهرة.
هكذا ولدت فاطمة ، ودرجت في بيت النبوّة وترعرعت في ظلال الوحي ، ورضعت مع لبن خديجة حبّ الإيمان ومكارم الأخلاق وحنان الأب الرسول الأعظم صلى الله عليه واله ، فتشبّعت روحها بالحنان النبوي الكريم.
ولقد بلغ من شدّة عنايته صلى الله عليه واله بفاطمة عليها السلام وتعلّق قلبه بها أنّه إذا أراد الخروج في سفر أو غزوة كانت فاطمة آخر إنسان يودّعه ، وإذا عاد من سفره أو غزوة كان أوّل إنسان يلتقي به هو فاطمة عليها السلام.
أخرجه الحاكم في المستدرك بإسناده عن عقبة بن رويم قال : سمعت أبا ثعلبة الخشني يقول : كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا رجع من غزاة أو سفر أتى المسجد فصلّى فيه ركعتين ، ثمّ ثنى بفاطمة عليها السلام ، ثمّ يأتي أزواجه (٢).
وعنه أيضاً بإسناده عن إبن عمر : أنّ النبي صلى الله عليه واله كان إذا سافر
__________________
١ ـ أخرجه الإربلي عن الباقر عليه السلام أنّه سئل لم سميّت الزهراء؟ قال : لأن الله تعالىٰ خلقها من نور عظمته ، فلمّا أشرقت أضاءت السماوات والأرض بنورها ... الحديث. راجع كشف الغمة : ج ٢ ، ص ٩٠.
٢ ـ المستدرك على الصحيحين : ج ٣ ، ص ١٥٥ ، وذخائر العقبىٰ : ص ٣٧.