وفي حديث آخر عن حذيفة ، أن رسول الله صلى الله عليه واله قال : هذا ملك من الملائكة إستأذن ربّه ليسلّم عليّ ويزورني ، لم يهبط إلى الأرض قبلها ، فبشّرني أن حسناً وحسيناً سيدا شباب أهل الجنّة (١).
فمن تتبّع حياة الحسن والحسين عليهما السلام لابّد أن يصل إلى حد القطع بأنّهما قد توافرت لهما من التربية والإنشاء الروحي والفكري ما لم يتسنّ لسواهما بعد جدّهما صلى الله عليه واله وأبيهما عليه السلام فبصمات الوحي والإعداد الإلٰهي ، صارا طابعاً مميّزاً لشخصيتّهما في شتّى الملامح والعناصر والمنطلقات ، فاِنّهما تلّقيا أرقى ألوان التربية الإسلاميّة على يد جدّهما النبي الأكرم وأبيهما على عليه السلام واُمّهما فاطمة الزهراء عليها السلام من خلال القدوة والتوجيه المباشر الحي ، فللحسنين عليهما السلام مكانة عظمى في الكتاب والسنّة.
فهذا القرآن الكريم معجزة النبي يحمل بين أوراقه وسطوره الآيات البيّنات التي تنطق بمكانة أهل البيت عندالله تعالى ورسالته ، منها :
١ ـ آية التطهير : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (٢).
__________________
١ ـ المعجم الكبير : ج ٣ ، ص ٣٧ ، ح ٢٦٠٦ ـ ٢٦٠٧.
٢ ـ الأحزاب : ٣٣.