وها هي بضعة المصطفى فاطمة الكبرى تحدّث لنا حديث الكساء المتواتر بأسانيد متعدّدة وألفاظ مختلفة بأنها وزوجها وبنيها من رسول الله صلى الله عليه واله وأنّه صلى الله عليه واله منهم ونزلت هذه الآية في شأنهم «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» (١). فأخذ يدعوا لهم ويقول : «اللهمّ إرض عنهم كما أنا عنهم راض» ، أخرجه الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل بإسناده عن ربعي حراش ، عن فاطمة إبنة رسول الله صلى الله عليه واله «أنّها أتت النبيّ فبسط لها ثوباً فأجلسها عليه ثمّ جاء إبنها حسن فأجلسه معها ، ثمّ جاء حسين فأجلسه معهما ، ثم جاء عليّ فأجلسه معهم ، ثمّ ضمّ عليهم الثوب ، ثم قال : اللهمّ هؤلاء منّي وأنا منهم اللهمّ إرض عنهم كما أنا عنهم راض» (٢).
«أنها أتت النبي صلى الله عليه واله» أي جائت إلى النبي صلى الله عليه واله «فبسط لها ثوباً» بسط الثوب بسطاً من باب ـ قتل ـ نشره.
«والثوب» قال الفيومي : الثوب مذكر وجمعه أثواب وثياب ، وهي ما يلبسه الناس من كتّان وحرير وخزّ و
__________________
١ ـ الأحزاب : ٣٣.
٢ ـ شواهد التنزيل : ج ٢ ، ص ٨٤ ، ودلائل الإمامة : ج ٣ ، وأخرج الهثيمي نحوه عن علي عليه السلام : مجمع الزوائد : ج ٩ ، ص ١٦٩.