(٤)
الثورة المضادّة للإسلام وأعاصير الرِدّة
عصفت أعاصير الثورة المضادّة للإسلام عند بيعة أبي بكر ( رض ) وهبت رياح الردّة والإنتكاس لدى تسلمه السلطة ، فكان المرتّدون يغشون أطراف الجزيرة العربية بعامة ، ويحتلون غربيها وجنوبيها بخاصة.
وكان مصطلح الإرتداد ، يعني جماعة المتنبئين الكذبة من جهة ، ويشير إلى الممتنعين عن أداء الزكاة من جهة أخرى ، فكان الأسّود العنسي ، وطليحة الأسدي ، ومسيلمة الكذاب يدعّون النبوّة زوراً وبهتاناً ، وكان بنو حنيفة وطوائف من العرب يمتنعون عن دفع الزكاة. وكان الملحظ الأخير متأطراً بثلاثة مظاهر :
الأول : إلغاء فرض الزكاة فلا تدفع باعتبارها أثاوة لا تعرفها العرب.
الثاني : التوقف من دفع الزكاة حتى يتجلى أمر القائمين بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
الثالث : دفع الزكاة ولكن لغير الخليفة الرسمي ، فهي موقوفة كما تشير إليه بعض النصوص ، حتى قال قائلهم : أين الذي بخبختم له في الغدير ، ومعنى هذا احتجاز الزكاة وتسليمها إلى الإمام علي عليهالسلام.
وكان ادعاء النبوة حيناً ، ومنع الزكاة حيناً آخر ، يشكّلان خطراً لا