(٣)
عليٌ في عنفوان شبابه ومرحلة الزهد والإيثار
وها هو الفتى في عنفوان شبابه ، ومقتبل رجولته : يحاول أن يجمع شمله بمن يسكن إليه؛ ويعيّن ذلك السكن؛ إنها الزهراء : فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولكنه يجيل خاطره بالأحداث؛ فهذا أبو بكر يخطبها من النبي ، والنبي متلبث بذلك ينتظر بها القضاء ، وهذا عمر يتقدم لها بعده فيجابهه النبي بالرّد « أنتظر بها القضاء ».
فيا ترى ماذا يريد النبي؟ ، وما عسى أن يعزم عليه » ، فلعله أدّخرها له ، ومن يدري ما تنطوي عليه نفس محمد وهو يقول : « فاطمة بضعة مني » ولكن علياً شجنة منه أيضاً قربى وأخوةً وروحاً ، فيتقدم لها دون تردد ، ويفاتح الرسول بذلك دون إحجام؛ ولكن على استحياء يشوبه شيء من الخجل والإحراج ، ويبدد رسول الله هذا الخجل ، فيتهلل وجهه فرحاً ، وتطفح أساريره بالبشر ، وينعم عليه بالإيجاب ، ويضم إليه أهل بيته وأصحابه ليقول : « إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من عليّ ( زوّج النور من النور ) وأشهدكم أني زوجت فاطمة من علي على أربعمائة مثال فضة ، إن رضا بذلك على السنة القائمة والفريضة الواجبة ».
ويتم عقد القران ، ويولي أبا بكر بعص إحتياجاته ، ويرسل سلمان