خاتمة المطاف ونتائج البحث
أعتقد أنني ـ بعد هذا التحقيق العلمي الدقيق ـ قد وفيت ببعض كلمات البحث الأكاديمية ، بأسلوب يسير ، وبفهم بديهي ، لم أذهب مذاهب القوم في الاستنباط فلسفياً ، ولم أجنح للعبارات المغلقة أو المبهمة ، ولم أتكلف نصاً عميق الدلالة ، بل حاولت خلافه هذا كله ، فجاء العرض بكل بساطة وسماح ، وكان البحث في سلامة من التعنت والأيهام ، واضحاً وضوح الألق في الأديم الصافي ، ومشرقاً إشراق الشمس على البطحاء ، لا أريد بذلك ثناء أو مديحاً ، بل أريد صدقاً وحقيقة ، وذلك سبيل النهج الموضوعي الخالص.
كان هذا الكتاب حصيلة ممارسة فكرية وتأريخية ذاتية في سيرة الامام علي عليهالسلام وقيادته النابعة من معين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهي بعدُ تمثل الاسلام في مصادره وموارده تمثيلاً منقطع النظير ، فما رأينا علياً عليهالسلام مطيعاً لهوى النفس ، ولا سائراً بركاب التأرجح بين الحق والباطل ، فهو مع الحق والحق معه كما عبر عن ذلك منقذ الانسانية محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم. وما لمسنا علياً مندفعاً لنصرة هذا الدين بدوافع عصبية أو إقليمية ، بل كان ذلك عن بصيرة نافذة أريد بها وجه الله تعالى وحده. وما شاهدنا علياً عليهالسلام منتصراً لنفسه على حساب دينه وعقيدته والمسلمين ، بل واجهنا صبره على الأذى ، وتجرعه مرارة الغيظ ،