(٤)
عليٌ فارس المهمّات الصعبة
أفاقت قريش من سكرتها بعد بدر ، ووصلت فلولها المنهزمة إلى مكة لتجد العير موقوفة في دار الندوة وفيها المتاع والتجارة والمال ، ومشى سراة قريش إلى أبي سفيان بحسبها بغية التجهز لحرب محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأجاب إلى ذلك أبو سفيان كما أجاب أصحاب العير ، وأظهرت قريش التجلّد ، فلم تندب قتيلاً ، ولم تبك أحداً من رجالها ، ومنعت النساء من النياحة ، الشباب من الإخلاد إلى العاطفة ، واستنصروا الأحابيش مشى فيهم عمرو بن العاص ، وابن الزبعرى ، وأبو عزة الجمحي ، فتألب العرب ، وإستعد الجمع ، يريدون حرب محمد ، والثأر لبدر ، وخرجت قريش بالظعن ، وكثرت العدة والأسلحة ، وساروا بمائتي فرس ، وهم ثلاثة آلاتف في ثلاثة ألاف بعير ، في أهبة متكاملة وفيهم سبعمائة دارع ، ووصل النبأ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو في قباء فأسرّ به إلى سعد بن الربيع ، فقال له سعد : والله إني لأرجو أن يكون في ذلك خير.
ووصلت الجموع المعتدية أطراف المدينة في الخامس من شوال للسنة الثالثة من الهجرة ، وكانت المعركة يوم السبت السابع من شوال للعام نفسه.
أستخبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بقدوم هذا الجمع المتألب ، فقال :