(١٢)
قيادة قريش تقتحم السقيفه وتبعد أهل البيت
كانت قياده قريش ـ لدى احتضار الرسول الكريم ـ إلى ثلاثه من المهاجرين دون بني هاشم : أبي بكر في لينه ودماثته ، وعمر في شدته وغلظته ، وابي عبيدة بن الجراح في تعقله ودهائه ، وكان نجاح بيعة الصّديق يعود إلى هذه الطبائع الثلاث ، مجتمعة ، فما إن يجترح عمر حوباً في شدته حتى يبدده أبو بكر في لينه ، ويدفعه أبو عبيده في دهائه ، وما إن يقترح ابو بكر أمراً في حكمته حتي يحققه عمر في اند فاعه، وينفذه أبو عبيدة في مرونته ، وما أن يعالج أبو عبيدة مناخاً في تعقله ، حتى يمهّده ابو بكر في يسره ، ويجسده عمر في جراءته.
هذه خلفيات مختلفة تمتع بها الزعماء الثلاثة ، وعملوا بإيحائها طيله أمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بإنفاذ جيش أسامة ، إن لم يكن أيام حجة الوداع ، والتصريح بولاية علي عليهالسلام آنذاك.
كانو ياتمرون ويجيلون الرأي ويضمرون التخطيط ، ولم يكن انطلاقهم الحثيث لسقيفه بني ساعدة عن فورة وعجلة ، وانما كان عن تريث وتلبّث ، ولم يحدث ما تنادوا به عن مفاجأة وعفوية ، بل عن دراسة ودراية وترصد ، يشتّد عمر فيهدأه ابو بكر ، ويعنفّه أبو عبيدة ، ويهادن أبو عبيدة ، فيزجره عمر ، ويرفق به أبو بكر ، ويلين أبو بكر فيغضب عمر ويوفّق بينهما أبو عبيدة.