بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
هذه دراسة قد تكون جديدة بعض الشيء عن الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام ، تستقطب سيرته بإيجاز ، وتستوعب قيادته بتحليل ، لم تألف منهج الباحثين من ذي قبل ، فهي تعرض وتناقش ، وقد تورد وتعلل ، رائدها استقراء الحقيقة التأريخية دون إضافة أو تزيّد.
كان المنهج الموضوعي سبيلنا فيها إلى المنهج التحليلي لم نجنح لهوى ، ولم ننطق بعصبية ، حتى خلصت لنا من سيرة الإمام ما يجب أن نتمثله رمزا إنسانيا ، ومن قيادته ما ينبغي أن نجعله المثل الأعلى في الحياة السياسية ، وكان من الصعب علينا الفصل بين السيرة والقيادة عند الإمام ، حتى أنك لتجد في سيرة الإمام قيادة ، وفي قيادته سيرة.
وللإمام علي أولياء وخصوم ، وقد يغالي به بعض الأولياء ، وقد يتجنى عليه بعض الخصوم ، ولسنا من المغالين في شيء ، ولا من المعادين بسبيل ، وهذا يعني أن الدارسة لم تتأثر بالعواطف ، ولم تستجب إلى النزعات ، فابتعدت عن هوس المغرضين ، واقتربت من مناخ الباحثين الأمناء ، عرضت بدقة مركزة ملامح حياة الإمام ، وفلسفت بأمانة معالم قيادة الإمام ، تؤكد ظواهر متميزة ربما أغفلها التأريخ ،