(٧)
فتح مكة وموقع الإمام
ما برح المسلمون بعد صلح الحديبية يتطلعون الى ذلك اليوم العظيم « يوم الفتح » الذي وعدهم إياه الله في كتابه الكريم فقال تعالى :
( لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ) (١) ولكن نكبه المسلمين في معركة « مؤتة » واستشهاد قوادها الثلاثة : جعفر بن أبي طالب ، وزيد بن حارثة ، وعبد الله بن رواحة ، قد فتت ـ الى حدّ ما ـ في عضد المسلمين ، وعودة خالد بن الوليد بالجيش الى المدينة وعليه آثار الهزيمة ، قد نبهّت من طبائع المشركين ، وأذكت حرارة قريش لمعاودة العدوان ، وكانت خزاعة قد دخلت في عهد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في وثيقة الصلح ، فعدت بنو بكر بمساندة قوى قريش على خزاعة ، فأوقعوا بهم قتلا وتشريدا ، وبذلك نقضت بنو بكر الداخلة في حلف قريش ، وقريش نفسها عهد الصلح.
وخرج عمرو بن سالم الخزاعي ، وقدم المدينة المنورة ، ووقف على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في المسجد ، وأنشد قائلا :
اللهم إني ناشد محمدا |
|
حلف أبينا وأبيك الأتلدا |
إن قريشا أخلفوك الموعدا |
|
ونقضوا ميثاقك المؤكدا |
__________________
(١) سورة الفتح ، الآية : ٢٧.