(٣)
شكوى الزهراء وخطبها يشقّان عنان السماء
شقّت شكاية الزهراء عليهاالسلام عنان السماء ، وبلغت تخوم الارض ، فتزلزت ضمائر الناس ، وتنهدت قلوب المومنين ، والزهراء غضبى فى منزلها ، تنتابها العلل ، وتفترسها الآلام ، وتلح عليها الامراض ، وشاع بين المهاجرين والانصار غضبها واعرضها عن القوم ، وقد أظهرت هذا المعنى لنسائهم ، فنقلن كل مها ، وما تفوهت به الى الرجال ، منكرة تقاعسهم عن نصرتها ، وقعودهم عن نجدتها فقد روى ابو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري عن رجاله عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين بن على عليهماالسلام ، وكذلك ابن ابي الحديد ، ذلك في « السقيفة » وهذا في « شرح النهج » وسواهما من المؤرخين قالوا :
لما مرضت الزهراء عليهاالسلام المرض الذي توفيت فيه ، واشتدت عليها ، اجتمعت اليها نساء المهاجرين والانصار ليعدنها ، فلسمن عليها وقلن لها : كيف اصحبت من علتك يا بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فحمدت الزهراء الله تعالى ، وصلت على ابيها ، ثم قالت : « أصحبت والله عائفة لدنياكن ، قاليةً لرجالكن ، لفظتهم بعد أن عجمتهم ، وشناتهم بعد أن سبرتهم ، فقبحاً لغلول الحد واللعب بعد الجد ، وقرع الصفاة ، وصدع القناة ، وخطل الاراء ، وزلل الاهمواء ولـ ( لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن