لبئس ما تأولتم ، وساء ما به أشرتم ، وشر ما منه إعتضتم ، لتجدّن والله محمله ثقيلاً ، وغبّه وبيلاً ، إذا كشف لكم الغطاء ، وبان ما وراء الضراء ، وبدا لكم ما لم تكنوا تحتسبون ، وخسر هناك المبطلون )).
ثم عطفت الزهراء على قبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنشدّت :
قد كان بعد انباء وهنبثة |
|
لوكنت شاهدها لم تكثر الحطب |
إنا فقدناك فقد الارض وابلها |
|
واختل قومك فاشهدهم ولا تغب |
قال صاحب بلاغات النساء : فما رأينا يوماً كان أكثر باكياً ولا باكية من ذلك اليوم.
قال السيد المرتضى علم الهدى ( ت : ٤٣٦ هـ ) والشيخ الاكبر أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسى ( ت :٤٦٠ هـ ) ثم انكفأت وأمير المومنين يتوقع رجوعها إليه ، ويتطلع طلوعها عليه ، فلما استقرت بها الدار عتبت على أمير المومنين بكلام شجّي قالت في آخره :
« ما كففت قائلا ، ولا أغنيت طائلا ... ويلاي في كل شارق ، ويلاي في كل غارب ، مات العمد ، ووهت العضد ، شكواي إلى أبى ، وعدواي إلى ربي ».
فقال لها أمير المومنين عليهالسلام : « لا ويل لك ، بل الويل لشانئك ، نهنهي عن وجدك يا ابنة الصفوة وبقية النبوة ، فما ونيت عن ديني ، ولا أخطات مقدوري ، فان كنت تريدين البلغة فرزقك مضمون ، وكفيلك مامون ، وما اعد لك أفضل مما قطع عنك فاحتسبي ».
فقالت الزهراء عليهاالسلام : حسبي الله ، وأمسكت.