وتتناسى وقائع ربما أكد عليها ، وإنك لتجد من خلال ذلك عليا وقد نصح لنفسه ولدينه وللمسلمين ، وتشاهد عليا وقد زهد في الحياة زهدا عجيبا ، وتدرك عليا وهو قدير على إدارة دفة الحكم بمنظور إسلامي محض ، لا سبيل معه للمجاملة ، ولا أثر للمحاباة.
القيادة السليمة ، والبطولة النادرة ، والتفاني في ذات الله ، والاندماج بروح الإسلام ، وإقامة الفروض والسنن ، وإحياء معالم الدين في أوليات شخصية الإمام.
البصيرة النافذة ، والعزيمة الصادقة ، والنية الخالصة ، والصراحة المدوّية مؤشرات في سياسة الإمام.
الوعي السياسي ، والعودة بالإسلام الى ينابيعه الأولى ، وإلغاء العصبية القبلية ، والمساواة في الحقوق والواجبات ، وإشاعة العدل الاجتماعي من مهمات الإمام الأساسية.
تهذيب النفس الإنسانية ، وإصلاح المجتمع الإسلامي ، وتقويم تصرفات الولاة ، والابتعاد عن الأثرة من هموم علي الكبرى.
الحق والعدل منظوران تطلع إليهما الإمام ، فما أقام الحق بالباطل ، ولا أشاع العدل بالظلم ، فما كانت الغاية تبرر الوسيلة في قيادته للأمة.
مكانة يتناساها الأغمار ، وخصائص يتجاهلها القادة ، وسماح يستغله السواد الأعظم. سلبيات نتج عنها : مضيعة في الحقوق ، وتعطيل للأحكام ، واضطراب في الأقاليم ، والإمام من ذلك في محنة أثر محنة حتى ظن به الجزع.
حياة في البذخ والسرف يحياها المسلمون ، ومناخ من التسلط