المتواترة تقول إنه قتل نصف قتلى المشريكن ، وشارك في جملة من النصف الآخر ، فهو وحده قد أحرز خمسة وثلاثين قتيلاً ، وكان ذلك من نصيب بني أمية ، وبني عبد الدار ، وبني مخزوم ، وبني سهم ، وما تبعهم من ذؤبان العرب ، مما طأطأ من رؤوسهم ، وغضّ من أبصارهم ، مما كان له فيما بعد وعند ظهر الإسلام حساب مع علي أي حساب ، تداركاً للثأر ، وعودة إلى الجاهلية ، كما ستقرأه فيما بعد من أحداث.
فهذا حنظلة بن أبي سفيان يهوي بسيف علي ، وهذا الوليد بن عتبة وهذا العاص بن سعيد بن العاص من بني أمية ، وهذا حليفهم عامر بن عبدالله تتهاوى رؤوسهم بيد علي عليهالسلام.
وهذا طعيمة بن عدي من بني نوفل يقتله علي ، وهذان الحارث وأبو زمعة بن الأسود من بين أسد بن عبد العزى يقتلهما علي ، وهذا عقيل بن الأسود يقتله علي ، وهذا نوفل بن خويلد يقتله علي.
وهذا النضر بن الحارث بن كلدة من بني عبد الدار يقتله علي بأمر النبي. وهذا زيد بن مليص مولاهم يقتله عليٌّ.
وهذا عمير بن عثمان من بني تيم يقتله علي ، وهذا العاص بن هاشم المخزومي خال عمر بن الخطاب يقتله علي ، وهذا أبو قيس بن الوليد يقتله علي وهؤلاء السهميون : منبه بن الحجاج ، ونبيه بن الحجاج ، والعاص بن منبه وأبو العاص بن قيس يقتلهم علي ، وهذا وذاك بل وهؤلاء وهولاء يتهافتون على المنيه بسيف علي ... ولا نطيل فمنذ ذلك اليوم عرف المناخ الحربي لعلي عليهالسلام في القتال ، فهابه الرجال ، وتحاماه الأبطال.