لشراء بعض متاع البيت الجديد ، ويوحي لبلال بإصابة شيء من الطيب ، وتشرف أم سلمة زوج النبي على جملة من المتطلبات والشؤون ، وتتكامل آداة العرس هذه بما اختاره المنتدبون لذلك ، ويتم الزواج في دار متواضعة في أطراف المدينة يستأجرها علي ، ويقصدهما رسول الله بنفسه ، ويضمّ إليه علياً والزهراء ، يبارك لهما ويدعو ، ويسعد بهما ويستبشر ، فتغمرهما فرحة أية فرحة ، وتتلاشى بعض سحب الحياء ، وتختفي جملة من أصداء الخجل بهذا الفيض من الحب والحنان والرعاية ، والنبي يتهجد بصوته : « اللهم بارك فيهما ، وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما .... « واستجاب الله الدعاء، فقد بارك الله فيهما وعليهما ولهما؛ فكان عليٌّ قائد الغرّ المحجّلين ، وكانت الزهراء سيدة نساء العالمين؛ وبارك عليهما؛ فما عُلِمَ زواج أسعد من هذا الزواج في عظمته وتواضعه بوقت واحد ، العظمة في القرينين ، والتواضع في مرافقه وأسبابه التي لم تعرف ترفاً ، ولم تلمس بذخاً ، وإنما هي الملحفة محشوة بالليف ، والوسادة التي قد ترتفع لمستوى القطن ، والسرير من جريد النخل ، والبساط المتواضع وهو جلد كبش ليس غير ، وبعض الأنسجة الصوفية اليدوية ، وتلك الرحى التي ستمجل منها كف الزهراء ، وهذه الأواني الخزفية الساذجة البدائية التي هزت الرسول الأعظم فقال :
« بورك لقوم جل أوانيهم الخزف » أو نحو هذا.
وبورك لهما في نسلهما ، فها هي ذرية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم متمثلة بالحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ، ومتسلسلة عما تناسل منهما أبد الدهر ، وها هم اليوم يعدّون بالملايين بين البشر.
وودعهما النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وانصرف ، وفي نفسه أمنية لا كبير أمر لو تحققت ، وقد يعمل بنفسه على تحقيقها ؛ فأمنيته أن يكون علي وابنته