عن يمينه وشماله ، وهذا محمد ابن الحنفية بين يديه معه الراية العظمى ، والذين خلفه : عبد الله بن جعفر ، وولد عقيل ، وفتيان بني هاشم ، والشيوخ الذين معه أهل بدر من المهاجرين والأنصار ، فساروا حتى نزلوا الموضع المعروف بالزاوية ، فصلى عليّ عليهالسلام أربع ركعات ، ثم عفّر خديه على التربة ، وقد خالط ذلك دموعه ، ورفع يديه وقال :
« اللهم رب السماوات وما أظلت ، والأرض وما أقلّت ، ورب العرش العظيم ، هذه البصرة أسألك من خيرها ، وأعوذ بك من شرها ، اللهم أنزلنا فيها خير منزل وأنت خير المنزلين ، اللهم : هؤلاء القوم قد خلعوا طاعتي ، وبغوا عليّ ، ونكثوا بيعتي ، اللهم : احقن دماء المسلمين ».
ونزل عليّ عليهالسلام في معسكره ، وأسفر لأهل الجمل الرسل والمبعوثين طالباً حقن الدماء ، وسلامة الناس ، ووحدة المسلمين ، فأبوا إلا القتال ، فما بدأهم بقتال ، ولم يشهر السلاح ، بل أمر أصحابه بالتريث والصبر ، ولكن القوم تألبوا وشجع بعضهم بعضاً ، واندلعت الحرب.