لا :
لَا : حرف ينفى به ويجحد ، وقد تجيء زائدة ، وإنما تزيدها العرب مع اليمين ، كقولك : لا أقسم بالله لأكرمنك ، إنما تريد : أقسم بالله .. وقد تطرحها العرب وهي منوية ، كقولك ، والله أضربك ، تريد : والله لا أضربك ، قالت الخنساء (٩١) :
فآليت آسى على هالك |
|
وأسأل باكية مالها |
أي : آلت لَا آسى ، ولا أسأل.
فإذا قلت : لا والله أكرمك كان أبين ، فإن قلت : لا والله لا أكرمك كان المعنى واحدا. وفي القرآن : (ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ)(٩٢) ، وفي قراءة أخرى : أَنْ تَسْجُدَ والمعنى واحد .. وتقول : أتيتك لتغضب علي أي : لئلا تغضب علي. وقال ذو الرمة (٩٣) :
كأنهن خوافي أجدل قرم |
|
ولى ليسبقه بالأمعز الخرب |
أي : لئلا يسبقه ، وقال :
ما كان يرضى رسول الله فعلهم |
|
والطيبان أبو بكر ولا عمر (٩٤) |
صار (لَا) صلة زائدة ، لأن معناه : والطيبان أبو بكر وعمر. ولو قلت : كان يرضى رسول الله فعلهم والطيبان أبو بكر ولا عمر لكان محالا ، لأن الكلام في الأول واجب حسن ، لأنه جحود ، وفي الثاني متناقض.
__________________
(٩١) ديوانها ١٢٠.
(٩٢) سورة الأعراف ١٢.
(٩٣) ديوانه ١ / ٧٣.
(٩٤) البيت في التهذيب بدون عزو.