اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ).
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) اضافة إلى أنه إمام سائر المكلفين ، كذلك هو إمام المرسلين والنبيين ، وإمام على اولي العزم من الرسل نوح وابراهيم وموسى وعيسى ، كما وهو امام على الأئمة الإثني عشر من عترته المعصومين سلام الله عليهم أجمعين ، وامام على كافة الكروبيين.
ف (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) تعني الإمامة الوسطى ، دون العليا المحمدية ، ولا الدنيا الرسالية لغير من دارت عليه الرحى من الرسل.
اجل! وإنها لا تعني أية إمامة رسالية بدرجاتها ، لكي تطرد رسالة آدم (ع) إذ ظلم بما أكل من الشجرة فغوى (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) يعني عهد الإمامة الوسطى كما لإبراهيم ، وباحرى العليا كما لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) دون سائر الإمامات في سائر الرسالات وأدناها رسالة آدم وقد (عَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى. ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى) (٢٠ : ١٢١).
ف «عهدي» هنا هو ذلك العهد الخاص ، دون أي عهد كان ، فعهد الفطرة الإنسانية ـ المعبر عنها بفطرت الله ـ يناله كل إنسان ، وعهد العقلية الإنسانية يناله كل عاقل ، وعهد الشرعة الإلهية يناله كل مؤمن ، وعهد الرسالة الإلهية لا يناله إلّا المصطفون مهما سبق لهم ظلم مّا كآدم ، ثم عهد الإمامة بين المرسلين لا ينال الظالمين ، مهما كان ظلما سابقا مغفورا.
وحتى إذا عنت «عهدي» كل إمامة في مثلها ـ شاملة لرسالة آدم ـ لم تكن «الظالمين» تعم ماضية الحال ، بل هي حسب الوضع والاستعمال تعني