(وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً) (١٧ : ٧٤) وهكذا يكون ـ دوما ـ توبة الله على أصفى المصطفين.
ثم (وَأَرِنا مَناسِكَنا) قد تعم الإراءة المعرفية الى إراءة فقهية ، فحين يرينا الله مناسكنا كما هي ، كان بامكاننا تطبيقها كما هي ، فتصبح حجة مقبولة مشكورة محبورة ، وقد تعم «مناسكنا» مصدرا ميميا واسم زمان ومكان ، والاراءة المعرفية تناسب الأولى.
وكأن (تُبْ عَلَيْنا) هي من الظروف الصالحة ل (أَرِنا مَناسِكَنا) إراءة لملكوتها ، بعد هذه التوبة التي توصّل إلى الملكوت.
(رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ١٢٩.
هناك (أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ) كانت ظرفا ظريفا لبلورة هذه الرسالة السامية هنا بدعاء ثان ، ولقد سمع الله دعاءه في إسماعيل كما في الأصل العبراني من تكوين التوراة :
(١٧ : ٢٠) : «وليشمعيل شمعتيخا هينه برختي أوتوا وهيفرتي أوتوا وهيربتي أوتوا بمئد مئد شنيم عاسار نسيئيم يولد ونتتيو لغوي غادل» ـ :
«ولإسماعيل سمعته : ـ ابراهيم ـ ها أنا أباركه كثيرا وأنميه وأثمره كثيرا وارفع مقامه كثيرا بمحمد واثني عشر إماما يلدهم إسماعيل واجعله أمة كبيرة».
وفي التكوين ٢١ : ١٢ «... وابن الجارية ايضا سأجعله أمة لأنه نسلك».
وقد سمي إسماعيل به لأنه مسموع الرب في ولادته وفي نسل امة مسلمة من ذريته.