المختلقات الزور والغرور التي هي من صبغ الغرور (وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)!.
وكما أن (فِطْرَتَ اللهِ) آية يتيمة ، كذلك (صِبْغَةَ اللهِ) وهي أعم منها وأتم وأطمّ حيث تعم كل صبغة ربانية تكوينية او تشريعية ، ما بالإمكان الالتزام له أو تحصيله حتى يصبح صاحبها من أهل الله وخاصته وخيرته وحزبه ، اللهم اجعلنا منهم بحقهم.
(قُلْ أَتُحَاجُّونَنا فِي اللهِ وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ وَلَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ) (١٣٩).
فلما ذا المحاجة في الله : في ذاته وصفاته وأفعاله ، في وحيه وآياته ، لماذا المحاجة فيه بين من يربّبه دون نكير حسب الأصل الكتابي وصبغة الله ، ثم (وَلَنا أَعْمالُنا) دونكم (وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ) دوننا كما (وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ) دونكم؟.
إن المحاجة في الدين هي حصيلة أحد أمرين : الاختلاف فيمن يعبد (وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ) او الاختلاف في : أيّ الأعمال أصلح وأقرب الى الرب
__________________
ـ وفيه أخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال : ان بني إسرائيل قالوا يا موسى هل يصبغ ربك؟ فقال : اتقوا الله فناداه يا موسى سألوك هل يصبغ ربك فقل نعم ان اصبغ الألوان الأحمر والأبيض والأسود والألوان كلها في صبغتي وانزل الله على نبيه (صِبْغَةَ اللهِ ...) أقول : ولكنها لا تعنى صبغة الألوان اللهم إلّا هامشا كخلق الله ومنه الاصباغ كلها ، حيث الصبغة هيئة خاصة من الصبغ فلا تعني ـ مبدئيا ـ كل صبغ.
والنصارى يشتغلون بصبغ أولادهم في سابع الولادة مكان ختان المسلمين ، بغمسهم في الماء الأصفر المسمى عندهم بالمعمودية ، وهو اسم ماء غسل به المسيح (عليه السلام) ، فمزجوه بماء آخر وكلما استعملوا منه جعلوا مكانه ماء آخر.