(ثُمَّ قَسَتْ ... فَهِيَ كَالْحِجارَةِ) في القسوة الصلبة الصلتة ، لا فحسب (أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً).
وترى «أو» هنا تضرب عن قسوة الحجارة إلى أشد قسوة؟ وليست قلوبهم ـ ككل ـ إلّا كالحجارة أو أشد قسوة ، فلا مجال للإضراب إلّا ممن يجهل مدى القسوة فيها!
أم هي للإضراب بالنسبة لبعضهم؟ و «كم» لا تعني البعض ، فقلوب الكل إما هي كالحجارة أو أشد قسوة!.
قد تعني «أو» هنا التقسيم ، فقلوب البعض كالحجارة ، وقلوب الآخرين أشد قسوة.
أم وتعني مختلف الحالات في بعض القلوب ، فقد كانت قاسية ، ثم اشتدت قساوتها فهي كالحجارة ، ثم تشتد فهي أشد قسوة ، فكلا الإضراب والتقسيم ـ إذا ـ معنيّان من «أو» أم وثالث هو الإبهام (١) ، وهو ـ فقط ـ بالنسبة لمن لا يعرف مدى قساوة القلوب ، التي هي كالحجارة أو أشد قسوة ، ويلحقه رابع هو التشكيك ، والأخيران هما في دور واحد!
ودليلا على (أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) : تفجر الأنهار من بعض الحجارة ، وتشقق البعض بخروج الماء منها ، وهبوط البعض من خشية الله!
وهذه القلوب الخاوية المقلوبة لا تتفجر منها أنهار المعرفة ، ولا تتشقق
__________________
(١) خيّر أبح قسم باو وأبهم |
|
واشكك وإضراب بها أيضا نمي |
وفيما يروى عن الامام الحسين (عليه السلام) من تفسير الآية (أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) أبهم على السامعين ولم يبين لهم كما يقول القائل : أكلت خبزا او لحما ، وهو لا يريد به انه لا ادري. ان يبهم على السامع حتى لا يعلم ماذا أكل وان كان يعلم ان قد أكل أيهما ...