بلجام من نار» (١) ، و «مثل الذي يتعلم العلم ثم لا يحدّث به كمثل الذي يكنز الكنز فلا ينفق منه» (٢).
وقد تعني (ما أَنْزَلْنا) ـ فيما عنت ـ : فطرت الله التي فطر الناس عليها ، والعقل ، فإنهما مما أنزل الله من البينات والهدى ، مشمولة ل (الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى).
فمن الناس من يكتم فطرته وعقليته ، صدا على نفسه منافذ الهدى ، وآخرون يصدون على آخرين ، وثالثة تجمع في الكتمان بين بينات نفسه وهداها ، وما للآخرين فطريا وعقليا ، ثم يكتم البينات الأخرى وهداها ، فهو في ثالوث اللعنة العصيان!.
إذا ف (ما أَنْزَلْنا) تشمل المنزل تكوينا وتشريعا ، انفسيا كالفطرة والعقلية الإنسانية وآفاقيا ككل البينات الكونية والشرعية ، والفرق بين البينات وهي الآيات الربانية الباهرة ـ والهدى ، ان الثانية هي نتيجة الأولى فالآيات البينات هي دالات على الهدى في كل حقول الدلالات ، فمن يكتم البينات عن دلالاتها ، أو الهدى بعد واقعها بتلك البينات (أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) فكلّ ذلك كتمان مهما اختلفت دركاته حسب مختلف درجات البينات
__________________
ـ له : ثم مه؟ قال : تعود ثم تعذب ، قلت : وما منكر ونكير؟ قال : هما قعيدا القبر ، قلت : أملكان يعذبان الناس في قبورهم؟ قال : نعم.
(١) المصدر عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : ... وفيه أخرج ابن ماجة عن جابر قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إذا لعن آخر هذه الأمة أولها فمن كتم حديثا فقد كتم ما انزل الله.
(٢) المصدر أخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة ان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال : ...