هنا وحدة الألوهية مزودة بآيات سبع (لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) حقّ العقل ، وهي : «١ خلق السماوات والأرض ـ عبارة أخرى عن خالقيته ـ ككل ـ لكل كائن ـ ٢ واختلاف الليل والنهار ـ ٣ والفلك ... ـ ٤ وما أنزل الله ـ ٥ وبت فيها ... ـ ٦ وتصريف الرياح ـ ٧ والسحاب المسخر».
و «إن الله تبارك وتعالى أكمل للناس الحجج بالعقول ونصر النبيين بالبيان ودلهم على ربوبيته بالأدلة فقال : وإلهكم اله واحد ...» (١).
فإن «وجود الأفاعيل دلت على أن صانعا صنعها» (٢) وهذه الأفاعيل السبعة دالة بإتقان على خالق ومدبر واحد (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ) حيث الرحمة الرحمانية العامة والرحيمية الخاصة هنا وهناك نجدها بانتظام دون تفاوت واصطدام : (ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ ...)؟!.
آيتنا تلك هي من أوسع الآيات التوحيدية دلالة على توحيده تعالى من جوانب شتى، وفي أسباب النزول أنها نزلت بديلة عما اقترحته قريش عليه (صلّى الله عليه وآله وسلم) «ان يجعل لنا الصفا ذهبا ...» (٣).
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ١٤٩ في اصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال قال لي ابو الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) يا هشام ...
(٢) المصدر عن كتاب التوحيد قال هشام فكان من سؤال الزنديق أن قال : فما الدليل عليه؟ قال ابو عبد الله (عليه السلام) : وجود الأفاعيل ... ألا ترى انك إذا نظرت الى بناء مشيد مبني علمت أن له بانيا وان كنت لم تر الباني ولم تشاهده.
(٣) الدر المنثور ١ : ١٦٣ ـ أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال قالت قريش للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) أدع الله ان يجعل لنا الصفا ذهبا نتقوى به على عدونا فأوحى الله إليه إني معطيهم فاجعل لهم الصفا ذهبا ولكن ان كفروا بعد ذلك عذبتهم عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين فقال رب دعني وقومي فأدعوهم يوما بيوم فأنزل الله هذه الآية.