تفسير الآية : يبست قلوبكم معاشر اليهود كالحجارة اليابسة ، لا ترشح برطوبة ، اي : انكم لا حقّ الله تؤدون ، ولا لأموالكم تتصدقون ، ولا بالمعروف تتكرمون ، ولا للضيف تقرون ، ولا مكروبا تغيثون ، ولا بشيء من الإنسانية تعاشرون وتواصلون ... (١)
فيا ويلاه من قسوة القلوب ف «ما جفت الدموع إلّا لقسوة القلوب وما قست القلوب إلّا لكثرة الذنوب» (٢) و «لا تطوّل في الدنيا أملك فيقسو قلبك والقاسي القلب مني بعيد» (٣).
(أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٧٥) وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلا بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ قالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٩٠ في الخرايج والجرايح روى عن الحسين بن علي (عليهما السلام) في قوله تعالى : (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ ...) ـ نقلنا تفسير (او أشد قسوة) في العدد السابق ـ (وان من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار) ، اي قلوبكم في القساوة بحيث لا يجيء منها خير يا يهودي ، وفي الحجارة ، يتفجر منه الأنهار فيجيء بالخير والنبات لبني آدم (وَإِنَّ مِنْها) اي من الحجارة (لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ) دون الأنهار ، وقلوبكم لا يجيء منها الكثير من الخير ولا القليل (وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ) أي من الحجارة أن أقسم الله عليها باسم الله يهبط ، وليس في قلوبكم شيء منه ...
(٢) المصدر ٩٢ في كتاب العلل باسناده الى الأصبغ بن نباتة قال قال امير المؤمنين (عليه السلام).
(٣) المصدر في الكافي عن علي بن عيسى رفعة قال : فيما ناجى الله عز وجل به موسى (عليه السلام) يا موسى ...