عملت سيئة أبغضها قلبك» (١) وقال (صلّى الله عليه وآله وسلم) من عمل بهذه الآية فقد استكمل الإيمان ... وفي هذه العشرة الكاملة من زوايا البر نجد كل الأصول الإيمانية وفروعها الأصيلة ، إيمانا بالمبدء : «الله» وباليوم الآخر : «المعاد» وما بين المبدء والمعاد من وسائط الرسالات : «والملائكة» وموادها : «والكتاب» وحملة الرسالات : «النبيين» وهذه خمس تتبنى الأصول الإيمانية ، ثم
__________________
(١) الدر المنثور ١ : ١٦٩ ـ أخرج ابن أبي حاتم وصححه عن أبي ذر انه سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الايمان ... وفيه عن القاسم بن عبد الرحمن قال : جاء رجل إلى أبي ذر فقال : ما الايمان فتلا عليه هذه الآية فقال الرجل : ليس عن البر سألتك ، فقال ابو ذر جاء رجل الى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فسأله عما سألتني فقرء عليه هذه الآية فأبى ان يرضى كما أبيت فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أدن فدناه فقال : المؤمن إذا عمل الحسنة سرته رجاء ثوابها وإذا عمل السيئة أحزنته وخاف عقابها.
وفيه اخرج جماعة عن عمر بن الخطاب انهم بيناهم جلوس عند النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) جاء رجل يمشي حسن الشعر عليه ثياب بياض فنظر القوم بعضهم إلى بعض ما نعرف هذا وما هذا بصاحب سفر ثم قال يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) آتيك؟ قال : نعم ، فجاء فوضع ركبتيه عند ركبتيه ويديه على فخذيه فقال : ما الإسلام؟ قال : شهادة أن لا إله إلّا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ، قال : فما الايمان؟ قال : ان تؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين والجنة والنار والبعث بعد الموت والقدر كله ، قال : فما الإحسان؟ قال : ان تعمل لله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك ، قال : فإذا فعلت ذلك فأنا محسن؟ قال : نعم ، قال : صدقت ، قال يا محمد! متى الساعة؟ قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل قال : فما أشراطها؟ قال : إذا العراة الحفاة العالة رعاء الشاة تطاولوا في البنيان وولدت الإماء أربابهن ، ثم قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عليّ بالرجل فطلبوه فلم يروا شيئا فمكث يومين او ثلاثة ايام ثم قال : يا ابن الخطاب أتدري من السائل عن كذا وكذا! قال : الله ورسوله اعلم ، قال : ذاك جبرئيل جاءكم ليعلمكم دينكم أقول واخرج مثله البزار عن انس ، وابن مردويه عن أبي هريرة وأبي ذر ، عنه (صلّى الله عليه وآله وسلم) ولكن ليس فيها أشراط الساعة.