ولكي يلفت أنظار المسلمين إلى أهمية ذلك المحظور ، دون اختصاص باليهود ، يخاطبهم :
(أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) ٨٦.
إعلان صارخ في هذه الإذاعة القرآنية يحذر المسلمين عن مثل ما افتعله اليهود ، كيلا يحارب بعضهم بعضا لصالح الكافرين.
خطة تقليدية لعينة إسرائيلية في إمساك عصيهم من أوساطها ، انضماما إلى المعسكرات المتطاحنة كلها حيطة على مصالحهم المادية ومغانمهم على أية حال ، نقضا لميثاق الله الذي واثقهم به ، وتحكيما لميثاقهم مع أعداء الله ، مصلحة وقائية وقتية ، تجعل شرعتهم على هامشها ، أم رفضا لها عجالة حتى يربحوا المسرح ، اشتراء للحياة الدنيا بالآخرة!.
وترى الآخرة كانت مملوكة لهم حتى يشتروا بها الدنيا فهم مالكوها؟ وذلك بيع ما لا يملك!.
لكلّ من المكلفين نصيب مقدّر من نعيم الآخرة إن عمل لها ، فالذي لا يعمل لها كأنه باعها حيث بطل على نفسه استبدالا بها نعيم الدنيا ، و (الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ).
(فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ) في تجارتهم الخاسرة من خسارهم (وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) إذ لا ناصر يومئذ إلّا الله وليس بمخفف العذاب.
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) ٨٧.