إنها من أطول الآيات البينات بعد آية التداين ، يتيمة في مضمونها ككلّ ، لا نظيرة لها في القرآن كله ، حاملة حملة عنيفة على إتّباعهم ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان من الكفر وتعليم السحر وما انزل على الملكين ، فما هي مادة هذه التلاوة الكافرة الساحرة؟ وكيف أنزل السحر على الملكين؟ وكيف يفرّق به بين المرء وزوجه بإذن الله؟! وهل السحر هو فسق عملي ، وانه كفر بالله؟ فالساحر ـ أيّا كان ـ كافر؟!.
هؤلاء الحماقى الأنكاد ، النابذون كتاب الله وراء ظهورهم وهم يعلمون ، هم أولاء اتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وقد تلت على ملكه كفرا وسحرا ، فما هي هنا «تتلوا على»؟ أهي القراءة؟ وصيغتها الصريحة «تقرء»! ام هي الإتّباع؟ وصيغتها الصالحة : «تتلوا ملك سليمان» كما (وَالشَّمْسِ وَضُحاها. وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها)! ام هي الكذب على؟ ولفظها الصحيح : «تكذيب على»! قد تعني «تتلوا على» مثلث التلاوة ، قراءة على ملكه من شيطنات ، تجعل ملكه أمام السامعين ملك الشياطين ، واتباعا على (مُلْكِ سُلَيْمانَ) بعضهم البعض ضد ملكه ، وكذبا على ملك سليمان (١).
وقد تلوا على ملك سليمان ذلك الثالوث المنحوس ، نسبة له الى الكفر السلطوي الشركي كما نجده حرفا بحرف في العهد العتيق ، كما تلوا على ملكه السحر لعله ينقضه ، وكأن ملكه كان بسحر ، وكذبوا على ملكه أكاذيب يتبرأ عنها شلائطة الناس فضلا عن نبي كسليمان عليه السلام.
وإليكم طرفا مما تلوه على ملكه ودسّ في كتابات منسوبة الى أنبياء بني إسرائيل ، فشيطنة الوحي هذه خليطة بربانية الوحي التوراتية :
__________________
(١) فان «تلى على» تعني قرء ، ام كذب اعتبارا ان «على» للضرر ، وكذلك اتبع على ، حين تعني «على» الضرر لا التعدية حتى تختص بالقراءة.