٢٢ : ٩ ـ ١٠) فأصبح ملكا نبيا في العشرين من عمره (١ ملوك ٢ : ١٢ و ٣ : ٧ و ٢ ـ أيام : ١) ـ وتجلى له ربّه في رؤياه قائلا : سل ما شئت فسأله الحكمة فوهبها وزيادة هي الملك والسلطان (١ ملوك ٣ : ٤ ـ ٥ و ٢ ـ أيام ١ : ١٣ ـ مقابل مع : أمثال. : ١١ ـ ١٦ ومتى ٦ : ٣٣)!! ...
هذه الشطحات الزور والشيطنات الغرور هي مما (تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا ...).
ثم القرآن يصفه بأجمل الأوصاف في سلطته الزمنية ، والروحية الرسالية كما في الأنعام والأنبياء والنمل وص وسواها ، مما يقل مثيله في المرسلين الملوك والملوك من المرسلين! (١).
وهنا (يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) حالا من الشياطين ، تعني أنهم حال كفرهم ـ بما تلوا على ملك سليمان ـ يعلمون الناس السحر ، فهو من قضايا الكفر ، ولقد كان مما تلوه على ملكه أنه إنما ملك ما ملك بالسحر ، فلنملك نحن او نملّك بالسحر ، نكرانا لاصطفاء الله له في هذه السلطة الزمنية الى الروحية الرسالية! إذا فتعليم السحر وتعلمه كفر او على هامشه ، وأما (ما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ ...)؟.
لا شك أنه أنزل على هذين الملكين السحر ، ولكنه أنزل عليهما ما أنزل إبطالا لسحر الشياطين وليس تعليما للإفساد ، فكما أن تعليم الآية المعجزة لموسى إبطالا لسحر السحرة واجب رسالي ، فلتكن معرفة المعجزة واستعمالها إبطالا للسحر واجبا أم راجحا ايمانيا ، وكما القرآن ـ بأحرى ـ يبطل اي سحر!
ف «ما» في «ما أنزل» و (ما يُعَلِّمانِ) قد تكون نافية تعني : ما انزل
__________________
(١) راجع كتابنا «عقائدنا» في مقارنة سليمان القرآن والعهدين ٤٢٧ ـ ٤٤١.