النواميس الإنسانية والإسلامية ، والباء في «بأيديكم» للسببية ، وقولة القائل انها زائدة قولة زائدة.
فالمعنى «ولا تلقوا» أنفسكم وأنفس الآخرين ، أم وسائر نواميسكم «بأيديكم ..» بسبب قوّاتكم ومحاولاتكم أنفسكم «إلى التهلكة» ـ «وأحسنوا» في الإنفاق (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) ، والتهلكة هي الهلاك بمراتبها ، الهلاك المطلق او مطلق الهلاك ، وغير صحيح التفتيش عما يصدّقها مصدرا لأنها يتيمة في وزنها في اللغة العربية ، فإن القرآن هو الأصل في لغة وغير لغة فأنى تصرفون؟.
ف ـ «هلك الشيء يهلك هلاكا وهلوكا ومهلكا ومهلكا ومهلكا وتهلكة» بمعنى والاسم الهلك ، وقول اليزيدي إن التهلكة من نوادر المصادر ليست مما يجري على القياس ، إنه زائد من القول ويزيدي منه حيث القرآن هو القياس والمقياس لكل مقياس وقياس ، وهو المقتبس في كل شيء.
ولأن «التهلكة هي المفازة لأنه يهلك فيها كثيرة» (١) فقد تعني التهلكة غير الهلاك ككل ، فانما هي مفازة الهلاك ، فهي إذا مصير الإنسان بحيث لا يدري أين هو ، فهي «كل شيء تصير عاقبته إلى الهلاك» (٢) وقد تؤيده نفس الصيغة بديلة عن الهلاك.
إن الإنفاق في سبيل الله عفوا هو الوسط العدل المفلح المنجح ، والإقتار بعدم الإنفاق او التقليل فيه إلقاء الى التهلكة ، والإكثار بالإسراف كذلك إلقاء إلى التهلكة : (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) (١٧ : ٢٩) (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً) (٢٥ : ٦٧).
__________________
(١ ، ٢). لسان العرب لابن منظور الإفريقي.