قد يعني «محلّه» إضافة الى مكانه ومذبحه ما يحله من البائس الفقير والقانع والمعتر ، وكذلك زمانه ، وهو يوم النحر في الحج ويوم وصول الحاج مكة في العمرة ، فلا يحل ـ إذا ـ قبل ان تحل الهدي مكانه وزمانه (١) وسنة الهدية ان تهدى الى بيت المهدى اليه في الزمان المناسب وهو جوار الكعبة عمرة وقتها ، ومنى حجا يوم الأضحى.
أجل إذا كان (الْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ) فقد يذبح محلّه الثاني وهو حيث ما أحصر وكما نحر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حيث أحصر في الحديبية لذلك العاكف.
ف «محله» إنما يحل محلّه بلاغيا لبيان كاف شاف إذا عنى الذبح فيما عناه تجاوبا معه في منى يوم النحر فانه قبل الحلق او التقصير ، ولا أقل من الاحتياط بعدم الحلق حتى الذبح ، بل والوصول الى محل الاستحقاق (٢).
ثم (حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ) غاية زمانية ومكانية للإحلال فيما أمكن أو رجاه ، وإلّا فليهد هديا او مالا مكانه ثم يحلق وقد قال تعالى : (هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ) (٣ : ١٩٦) ومتظافر الحديث يجاوب الآية انه نحر هديه عند الشجرة التي كانت تحتها بيعة الرضوان.
وقد يلمح تعين الحلق هنا بأصالته كضابطة ، وهي قضية كونها بديلا عما في منى ، فالتجاوب بين البديل والمبدل عنه يحكم بمماثلتها فليكن المبدل عنه
__________________
(١) في التهذيب ١ : ٥٦٧ والكافي ٤ : ٣٦٩ صحيحة معاوية بن عمار قال : سألته عن رجل أحصر فبعث بالهدى؟ قال : يواعد أصحابه ميعادا فان كان في الحج فمحل الهدي يوم النحر ...
(٢) نور الثقلين ١ : ١٨٧ عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : إذا أحصر الرجل فبعث بهديه فأذاه رأسه قبل ان ينحر هديه فإنه يذبح شاة في المكان الذي أحصر فيه ويصوم او يتصدق ...