شرعة الله ـ فهي هنا محرمة في فقه المعرفة ، ف «لا رفث» تعم كل رفث في الفقه الأكبر كما الأصغر وكل رفث في عرف الإنسان كإنسان دونما اختصاص بهذه المعدودات في الفقه الأصغر ، بل وكل رفث منه تأشير عشير الى ترك رفث مثله في الفقه الأكبر.
ذلك! ثم (وَلا فُسُوقَ) خصوص بعد عموم الرفث بالمحرمات الشرعية ، كما (وَلا جِدالَ) خصوص بعد عموم الفسوق ، حيث الفسوق منه فردي ومنه جماعي ، والجماعي منه ما هو في جدال اعتداء على سائر الحجيج وهو الجدال ، وآخر في غير جدال ، بل هو جاهر يشجعهم على مثله.
فذلك الثالوث المنحوس المركوس محبوس عن المحرم الملبي لربه الكريم ، حتى يصبح محرما لساحة القرب ، مزدلفا اليه زلفى.
الرفث جنسيا مع الحلائل حالة الإحرام حرام ، فضلا عنه مع غيرهن من نساء او رجال او حيوان ، فطالما الأول ـ على رفثه عرفيا ـ حلال شرعيا ولكنه في هذه الحالة الروحية التجردية حرام ، فضلا عن محرمه.
الرفث الى النساء كما في آية الصيام هو الجماع حيث تلمح «إلى» للإفضاء ، والرفث مع النساء أو بهن هو الصلة الشهوانية بهن لمسا وتقبيلا أما شابه ، وهنا «لا رفث» دون نساء ، لا إليهن ولا معهن ولا بهن ، فقد تعني إذا ـ فيما عنت من سائر الرفث ـ كل صلة جنسية شهوانية الى النساء او معهن ، بحل او حرام ، فضلا عن الرجال! وكذلك للنساء الى الرجال او معهم او مع النساء.
ف «لا رفث» تعم كل ذكر وأنثى من الحجاج ، فكما لا رفث للذكر مع أنثى او ذكر ، كذلك لا رفث للأنثى مع ذكر أو أنثى ، ام وخنثى ، فلا رفث ككلّ بكل اقسامه جماعا واستمناء ونظرا ولمسا وتقبيلا او أي عمل من هذا القبيل