او مقدماته كإجراء صيغة النكاح أما شابه ، فكل تلذذ جنسي او إعداد له لغيرك ، او مقدمة له قريبة ، تشمله «لا رفث» وهي القسم العظيم من محرمات الإحرام ، فتفسيره في روايات بالجماع تفسير بأبرز مصاديقه دون اختصاص ، أم تفسير بأهم ما فيه كفارة من الرفث.
وكما ترى كل هذه المذكورات محرمة في حالة الإحرام مهما اختلفت احكامها وخلفياتها كفارة وسواها.
هذا هو القسم الأول من الرفث الذي تجمعه الشهوة الجنسية ، ومن ثم سائر الشهوات البدنية كالتزين والتعطّر وأكل او شرب العطريات ، والاستظلال عن حرّ او برد او مطر او ريح.
ثم شهوات روحية تشخصا وتميزا بين الناس ككل الملابس حتى غير الزينة فضلا عنها ، وهي القسم الثالث من الرفث ، وقد تكفلت السنة المباركة بيان مثلث الرفث في أكثرية مطلقة من محرمات الإحرام ، مهما كانت محللة قبله فحرام ، أم محرمة فأغلظ وأنكى.
إذا فكل الشهوات غير الضرورية محللة ومحرمة تنتظم في سلك الرفث وهو القبيح عرفيا او شرعيا او في سبيل الانقطاع الى الله ، فانها ككل في أفق الإحرام قبيحة مستقبحة الذكر ، أتراك بعد تحاول صنع نفسك في مصنعك البشري كما تشاء ، وأنت في مصنع الإحرام الرباني ، فتحلل عن كل ما عقدته بنفسك وربطته بها حتى ضخّمتها فزعمت انك هو وهو أنت ، تحلّل عنها وتخلّ حتى يحلّيك ربك بحلل النور ، خارجا عن ظلمات الزور والغرور ، ملبيا دعوت ربك مطلقة ، تاركا دعوة من سوأة ككلّ ، فحين تحرم على نفسك نفسياتك في إحرامك ، فأنت تصبح محرما في محضر الرب ، بزلفى صالحة لحضرة الربوبية ، فتليق ـ إذا ـ لزيارته ، زيارة بيته التي هي رمز عن زيارته.