أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى) (٢٠ : ١٣٤).
ذلك! وإلى آيات أخرى تنص على تحليق الرسالات الإلهية على الأمم كلها دون إبقاء : (وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ) (١٦ : ٣٦) ـ (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ) (١٠ : ٤٧) ـ (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ) (٢٢ : ٦٧) ـ (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) (٣٥ : ٢٤).
فمتى كان الناس ـ إذا ـ أمة واحدة ضلّالا فبعث الله النبيين ..؟!
قد تعني (أُمَّةً واحِدَةً) للناس ، وحدتهم في الضلالة : ـ لا على هدى كاملة ولا كافرين ـ انهم كانوا في الفترة الرسولية بين آدم وإدريس ، ام وبين إدريس ونوح (عليهم السّلام) ، فلم يكن في تلك الفترة نبي صاحب كتاب شرعة ولا نبوة ، وانما دعوة رسالية لا رسولية في فترة بعيدة من الزمن جعلت الناس في الأكثرية الساحقة ضلّالا قاصرين بتقصيرهم في التحري عن الدعوة الرسالية الموجودة ، مهما كان الوصول إليها والحصول عليها صعبا.
(فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ) أصحاب كتاب الشرعة الذي فيه تفاصيل زائدة على وحي الرسالة الخاصة بإرشاد الفطرة والعقلية الإنسانية إلى هداهما الخالصة.
فقد كانت في مثل هذه الرسالة كفاية للإنسان البدائي ، دون حاجة ماسة ضرورية إلى تفاصيل أحكام النبوة المذكورة في كتابات النبوات.
فالأنبياء هم أصحاب كتابات الوحي الحاملة للشرعة الأحكامية زيادة على الرسالة الفطرية والعقلية ، وليس الرسل كلهم يحملونها ، كما ويذكر النبيون مع الكتاب دون الرسل إلّا النبيون منهم.
إذا فلم تمض على البشرية زمن الفترة الرسالية (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ