ذلك ، فقد تعني تكريس كلّ الإمكانيات في كافة الواجهات في مربع الصلاة والنسك والحياة والممات (لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) إضافة إلى الإنباء أن ذلك كله لله بقدرته الطليقة :
(لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (١٦٣) :
(لا شَرِيكَ لَهُ) في (صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي) «وبذلك» المربع من كيان التسليم «أمرت» حيث أمرني ربي (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) بين كلّ من أسلم ويسلم لرب العالمين : (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ. وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ (١) الْمُسْلِمِينَ) (٣٩ : ١٢).
إذا فمحمد (ص) (أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) على الإطلاق فيما أمر في مثلث الزمان ، أولية طليقة في كيان الإسلام دون زمانه أو مكانه حيث سبقه مسلمون كثير.
ذلك ، وكما لا نجد أوّل المسلمين في القرآن إلّا هو كما هنا وفي آية الزمر ، فلا نجد في نوح إلّا (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (١٠ : ٧٢) وفي إبراهيم (أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) (٢ : ١٣١) و (رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ ..) (٢ : ١٢٨) حيث يعني المعصومين الأربعة عشر في هذه الأمة وقد فضّلوا عليه وعلى أضرابه فضلا عمن دونه بأنه (أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) كما أنه أوّل العابدين (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) (٤٣ : ٨١) وترى «قل ..» هذا يخص الرسول (ص) وذويه المعصومين عليهم السلام فحسب أم هي للمسلمين عامة؟.
ذلك كله للمسلمين عامة كمسؤولية هامة لهم كلهم ، اللهمّ إلّا (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) حيث الأولية الزمانية لا تناسب أيا منهم ، وبأحرى الرتبية حيث سبقهم أولون كثير ، وفوق الكلّ نبينا (ص) المخصوص به ذلك المحتد القمة ، السامقة العالية الغالية التي لا تسامى أو توازى ، وهكذا