فإنهم يعدلون بالله من خلقه ما يشتهون وهم بالآخرة هم كافرون وهم بآيات الله هم يكذبون!
ذلك! فكيف تقبل شهادة الخائضين في ثالوث الكفر ، وليست لتقبل شهادة المؤمنين لو شهدوا بما يضاد ما أوحي إليك ، فكما هم يتبعون أهواءهم لو شهدوا فأنت متبع أهواءهم لو قبلت شهادتهم!.
وإنها مواجهة فاصلة مستأصلة لمزاعم المتخلفين عن شرعة الله سواء المشركين الرسميين أو الذين يزاولون حق الحاكمية والتشريع للناس افتراء على الله أم تشريعا مشاقا لتشريع الله بما لم يأذن به الله.
(قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)(١٥١) :
هنا وفيما يتلو سرد مجمل جميل عن كافة المحرمات الأصلية والفرعية : الرئيسية في شرعة القرآن ، وهي عشرة كاملة معظمها في صيغة النهي وأخرى في صيغة الأمر المستفاد منها النهي عن هذه ، وهذه العشرة تحلّق على كافة المرفوضات والمفروضات في شرعة الله كضوابط رئيسية يستنبط منها كافة الفروع استفسارا لها من سائر القرآن ومن السنة ، وقد تلاها الرسول (ص) على جموع حيث عرض عليهم نفسه رسولا ، كنموذج شامل عن رسالته القدسية (١).
__________________
(١) الدر المنثور ٣ : ٥٤ ـ اخرج أبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن علي بن أبي طالب (ع) قال : لما امر الله نبيه (ص) ان يعرض نفسه على قبائل العرب خرج الى منى وأنا معه وأبو بكر وكان أبو بكر رجلا نسابة فوقف على منازلهم ومضاربهم بمنى ـ