وهنا (قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ) تعم ثالوث قتلهم دون اختصاص ببعض دون بعض لمكان «أولادهم» دون «بناتهم» ولا تقييد ل «أولادهم» في حقل القتل بجانب دون آخر.
(وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشابِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)(١٤١) :
هذه من غرر الآيات المعمّمة للزكوة على كافة الثمرات ، وقد سبقت نظيرتها بفارق عدم التصريح بحقه يوم حصاده حيث استبدل عنه ب (انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ) : (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (٦ : ٩٩) حيث الأمر بالنظر يعم النظر المعرفي والمصرفي إيتاء لحقه يوم حصاده دون إسراف سلبيا أو إيجابيا.
فقد يتقدم النظر المعرفي إلى ثمره إذا أثمر وينعه على النظر المصرفي إذنا في الأكلّ منه : (كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ) وأمرا بإيتاء حقه يوم حصاده : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) فهما متشابهتان تفسر بعضهما بعضا و (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
«وهو» لا سواه (الَّذِي أَنْشَأَ) تكوينا بديعا «جنات» البساتين تجن شجراتها حيث تلتف من فوق الأرض في فضائها «معروشات» عرشها إنسانها كالأعناب ، أم ربها كالنابتات الملتفّة بالأشجار ، المجتنّة مع بعضها البعض من فوقها (وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ) كسائر الأعناب غير المعروشة وسائر الأشجار دون عروش لها إنسانية ولا ربانية.