هذه نماذج من آيات ظهور صاحب الأمر ، ولكنها ليست كلها بالتي نمنع عن قبول الإيمان ، اللهم إلّا التي هي من آيات البأساء الملجأة إلى الإيمان ، وأما صاحب الأمر نفسه وصوت الحق السائر منه الذي يحمله الأثير إلى كافة العالمين وما أشبه ، فليس الإيمان عندها مرفوضا محظورا بل هو مفروض من محبور.
أجل ، فالآية المخوفة هي التي عندها (لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً) دون الآيات غير المخوفة.
ولأن الأصل في عدم نفع الإيمان أن يكون دعواه الفارغة دون حقيقته ، فقد تعم هذه الآية إلى المخوفة منها غير المخوفة ، إذا ف (بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ) قد تشملهما ، مهما كانت المخوفة هي الأصيلة بدورها في سلبية النفع.
فالمؤمنون الحقيقيون عند هذه الآيات ولا سيما المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه ينفعهم إيمانهم الجادّ أو المتجدد قضية صادق الإيمان ، وأنه (ع) تملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، والذين محضوا الكفر محضا من الراجعين بعد الموت أو الكائنين عند ظهور ولي الأمر ، هؤلاء لا ينفعهم إيمانهم لعدم كونه صادقا كما في الآخرين ، أم مضى دور قبول إيمانهم كالراجعين ، فإنما المؤمنون الذين يؤمنون حقا ، والكاسبون في إيمانهم خيرا هم الذين ينفعهم إيمانهم.
(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ) (١٥٩):
(الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ) أيا كان ، إشراكا أم توحيدا ، فمهما كان تفريق الدين في الإشراك طبيعته ، فالتفريق لدين التوحيد هو خلاف طبيعته بل وتخلف عن طريقته ، بل هو نقض له ونقص في كيانه ف : (لا تَكُونُوا مِنَ