والمجوس الثنوية القائلون ب «يزدان وأهرمن» : الله والشيطان.
ذلك وقد (جَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً) (٣٧ : ١٥٨) بأنه صاهر الجن ببناته الملائكة وما أشبه من النسب ، كما «وجعلوا له من عباده جزء» (٤٣ : ١٥) أن المسيح أم سواه جزء متجزء من ذات الله أو صفاته!.
ولأن الخرق هي الأرض الواسعة حيث تتخرق فيها الريح وتتفرق اتساعا ، والخرق من الرجال هو الكثير العطاء فكأنه يتخرق ، والخريق الريح الشديدة الهبوب ، فقد تعني (وَخَرَقُوا لَهُ) اتسعوا في دعوى البنين والبنات لله كذبا ، اختراقا واختلاقا واختراعا دونما أي أصل من الأصول.
ولقد خرق جمع له تعالى إخوة في ألوهيته فقالوا : ان الله وإبليس اخوان فالله سبحانه خالق الناس والدواب والأنعام والخيرات وإبليس خالق السباع والحيات والعقارب والشرور(١).
ذلك وان قصة الولادة الربانية أو بنوتها الشهيرة بين الوثنيين والبرهمية والبوذية قد تسربت الى اليهود والنصارى وترسبت فيهم إذ قالوا عزيز ابن الله والمسيح ابن الله.
وكيف يكون له شريك أو ولد أو معاون وهو :
(بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ(٢) وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)(١٠١) :
إنه تعالى : «مبدعهما ومنشئهما بعلمه ابتداء لا من شيء ولا على مثال» (٢) ، فالبديع هو المبدع بلا مثال محتذى ولا نموذج به يهتدى
__________________
(١). تفسير الفخر الرازي ١٣ : ١١٣ نقله عن ابن عباس. ـ
(٢) نور الثقلين ١ : ٧٥١ المجمع عن أبي جعفر عليهما السلام ، وفي تفسير البرهان ١ : ٥٤٥ عن سدير الصيرفي قال سمعت حمران بن أعين يسأل أبا جعفر عليهما ـ