جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشابِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (٦ : ١٤١).
(وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ) هنا قد تدل على أن «مشتبها» تعني ما تعنيه «متشابها» ولكن بفارق أن الثانية تعني التفاعل والأولى تعني الفعل ، ولكنه لعمومه فيما ذكر تفاعل بالمآل.
(وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَصِفُونَ) (١٠٠):
«وجعلوا» هؤلاء المشركون وأضرابهم جعلا جاهلا قاحلا مفتريا (لِلَّهِ شُرَكاءَ) عدّة ممن خلق «الجنّ» أنهم شركاء الله في ربوبيته «و» الحال أنه «خلقهم» (وَخَرَقُوا لَهُ) من ذاته أو من صفاته أو من أفعاله في ربوبيته «بنين» كما الجن ، وعزيز والمسيح عليهما السلام ومن أشبه «وبنات» كالملائكة (بِغَيْرِ عِلْمٍ) في أي حقل من حقوله «سبحانه» عن أن تكون له شركاء أو شريك «وتعالى» شأنه (عَمَّا يَصِفُونَ).
و«الجن» هنا إما بدل عن «شركاء» أم ـ وبأحرى هي المفعول الأول المؤخر و«شركاء» هي الثاني المقدم ، وجعلوا له الجن شركاء ، لمكان «الجن» دون «الشياطين» تعني الأعم من الشياطين وسواهم ، فقد كانوا يعبدون الجن : (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ. قالُوا سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ) (٣٤ : ٤١).
كما وقد عبدو الشيطان ويعبدون (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (٣٦ : ٦٠) ومنهم اليزيدية القائلون بألوهية الشيطان وأن يزيد رسوله ، مسمين إيّاه ب «ملك طاووس ـ شاه بريان»