إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)(٤٦).
هنا بعد الأمر بالثبات عند اللقاء وذكر الله نؤمر بطاعة الله ورسوله ، فليكن لقاء العدو بشكليته كأصله بطاعة الله ورسوله ، دونما تخلف عن القيادة الحربية رسولية أو رسالية ، حيث الطاعة الصالحة في الحرب هي من أسباب الفلاح (وَلا تَنازَعُوا) في حرب وسواها ، فالتنازع في الحرب تشتت في القوات المسلحة والتصميمات الحربية الصالحة وفشل فيها وذهاب ريح «واصبروا» على كل حال حفاظا على أمر الله ولا سيما في الحرب ، هضما لأنفسكم عن أي تشتت ، وتبعثر ، حيث الوحدة في القتال وهو بأمر الله وقيادة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) إنها رمز الغلبة والعزة.
ذلك ، ولقد خلف التخلف عن أمر قائد القوات المسلحة الرسولية يوم أحد ، خلّف انهزامه عظيمة في وسط المعركة ، إذ لم يثبت الرماة على قواعدهم التي قررهم الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) فعصوا الله وعصوا الرسول وتنازعوا في ذلك التخلف فذهبت ريحهم وما صبروا على المسؤولية المقررة لهم.
وهنا «ريحكم» هي ريح الإيمان وروحه وروحه ، وهي عز الإيمان وسيادته ، الريح التي تركم سحاب الرحمة وتمطر على المؤمنين ، وتجمع سحاب العذاب والزحمة فتمطر على الكافرين.
وصحيح أن المحور الأصيل هنا لهذه الأوامر والنواهي هو حالة الحرب ، ولكنها طليقة على أية حال ، فالثبات في إمضاء أمر الله ، وذكر الله كثيرا على كل حال ، وطاعة الله والرسول في كل حل وترحال ، وترك المنازعة بين المؤمنين ، والصبر على النوائب في سبيل الله ، وترك البطر ورئاء الناس والصد عن سبيل الله ، هذه الثمانية أمرا ونهيا ـ عدد أبواب الجنة الثمان ـ هي كلها من مفاتيح الرحمة والرضوان (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
وهنا «لا تنازعوا» تحتل القمة الرئيسية بين زملائها ، حيث التنازع