فملاحقتهم على حذق إذا مفروضة لمقتاتلتهم حيث الثقف فضلا عن أكيده التثقيف هو الملاحقة اليقظة الحاذقة اللازقة دون فتور فظفر وإدراك بسرعة وحذق (فَشَرِّدْ بِهِمْ) بعد تشريدهم أنفسهم «من خلفهم» فحين تشردهم قويا صارما دفعا عن أخطارهم قتلا لهم أم نفيا إياهم إلى البعيد ، فقد شردت بهم من خلفهم (لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) ألا مجال لاختلاق الدوائر ضد المجموعة المؤمنة.
وهنا «تثقفن» تأكيد لواجب تثقيف العدو وتضييق كل المجالات عليه.
فهؤلاء الذين لا يستطيع أحد أن يطمئن إلى عهدهم ، إنما جزاءهم هنا هو حرمانهم من كل ما حرموا غيرهم من الأمن ، فتخويفهم وتشريدهم والضرب على أيديهم لحد يرهب معهم من خلفهم من المتسامعين بهم.
وانها الضربة المروعة المرهبة للهروب والشرود اتقاء عن أذاهم ، كأقل ما يعامل معهم ، ومن ثم قتالهم وقتلهم باستئصالهم عن بكرتهم.
٢ خوف الخيانة من المعاهد الذي تكررت منه حلّ المعاهدة فلا التزام بها بعد :
(وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ)(٥٨).
وهنا «تخافن» تأكيد للخوف ، أن الخوف المتأكد المرتقب أكيدا من هؤلاء الخونة الناقضين عهودهم ، ذلك الخوف يحل عقد معاهدتهم ، فكما نبذوا إليكم عهدهم فتخافنهم ، كذلك (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ) عهدهم «على سواء» نبذا كنبذهم دونما تعدّ طوره (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ) فكيف يصح لكتلة الإيمان أن تأتمنهم في عهدهم المنقوض كل مرة.
أجل (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ) عهدهم إلقاء إليهم بإعلام الإلغاء ، فإن في اجتماع نقض العهد في كل مرة وتخوّف الخيانة من جرّاءه خطرا حاسما جاسما على المؤمنين ، فلينبذ إليهم عهدهم كما نبذوا ، إعلانا جاهرا بالقتال.