قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة [ ج ١٢ ]

333/390
*

إذا فقد ينقض العهد بنقض أو نقص شيء منه مما قل منه أو كثر ، حيث يدل على عدم الالتزام بالهدنة المقررة.

(فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٥).

هناك «إلى مدتهم» تحدد سلبية البراءة للمعاهدين ، فمن مدتهم (أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) المقررة لهم ، كما منها المدد الأخرى التي علّها كانت مقررة لهم ، ولكن (فَإِذَا انْسَلَخَ) تختص المدة المقررة بالأشهر الحرم.

(فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ) وهم أعم من المعاهدين إلى مدة ناقضين وغير ناقضين ، ومن غير المعاهدين ، حيث (الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ) هي المدة المقررة لهم أجمع ، ولأنهم كانوا ملزمين منذ الفتح بالإسلام استسلاما وسواه ، إذا فبارز الإشراك بالله بعد الفتح محظور يهدد صاحبه بالقتل بعد انسلاخ الأشهر الحرم.

وهنا حصار مربع عليهم في حقل التضييق عليهم لا لفتة عنها ولا فلتة منها :

(فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) في الحرم وسواه مهما كان كونهم في الحرم أحرم.

«وخذوهم» حين يفلّون عن المآخذ ، ثم ٣ «واحصروهم» في المحاصر لكي تقتلوهم ، وأخيرا ٤ (وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ) تضييقا عليهم كافة مجالات الحرية ولا سيما في البلد الحرام ، وكل ذلك إلزاما عليهم بما التزموا به منذ الفتح من إسلامهم ثم نقضوه ، (فَإِنْ تابُوا) عن إشراكهم بالله وإن في ظاهر الحال ، ثم (وَأَقامُوا الصَّلاةَ) كقمة من الصلات مع الله قضية ظاهرة التوحيد ، (وَآتَوُا الزَّكاةَ) صلة مع أهل الله في الصدقات ، إذا (فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ) دونما نقمة عليهم لما سبق منهم ، ف (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ) لهم «رحيم» بهم ، حيث القصد من هذه التضييقات هو توبتهم إلى الله وقد حصلت ، مهما كانت توبة إسلام الاستسلام نفاقا ، أم لمّا يدخل