الإيمان في قلوبهم ، فضلا عن داخل الإيمان ، حيث إن سبيل الإيمان هي الخطوة الخطوة.
ذلك ، ولقد هددهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) حيث «افتتح مكة ثم انصرف إلى الطائف فحاصرهم ثمانية أو سبعة ثم ارتحل غدوة وروحة ثم نزل ثم هجر ثم قال : أيها الناس إني فرط لكم وإني أوصيكم بعترتي خيرا موعدكم الحوض والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكوة أو لأبعثن عليكم رجلا مني أو كنفسي فليضربن أعناق مقاتلهم وليسبين ذراريهم فرأى الناس أنه يعني أبا بكر وعمر فأخذ بيد علي رضي الله عنه فقال : هذا» (١).
إذا فإقام الصلاة وإيتاء الزكاة هما أصلان أصيلان من فروع الدين ، بعد أصوله الأصيلة ، فكما لا يخلى سبيل المشرك عن ضابطة «اقتلوا و» كذلك تارك الصلاة أو الزكوة ، فقد «حرمت هذه دماء أهل القبلة» (٢) وقد يأتي نبأه الفصل بعد حين.
هنا (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) وهناك (قاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) (٢ : ١٩٣) تحكمان بأن هنا للإسلام سيفا «شاهرة لا تغمد حتى تضع الحرب أوزارها ولن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت الشمس من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم» (٣).
__________________
(١) الدر المنثور ٣ : ٢١٣ ـ أخرج الحاكم وصححه عن مصعب بن عبد الرحمن عن أبيه قال : افتتح رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) مكة وفيه أخرج ابن سعد عن عبد الرحمن بن الربيع الظفري وكانت له صحبة قال : بعث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلى رجل من أشجع تؤخذ صدقته فجاءه الرسول فرده فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : اذهب إليه فإن لم يعط صدقته فاضرب عنقه.
(٢) المصدر أخرج أبو الشيخ عن الحسن (فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ) قال : حرمت وفيه أخرج أبو الشيخ عن قتادة في الآية قال : فإنما الناس ثلاثة نفر ، مسلم عليه الزكوة ومشرك عليه الجزية وصاحب حرب يأتمن بتجارته إذا أعطى عشر ماله.
(٣) نور الثقلين ٢ : ١٨٧ في تهذيب الأحكام عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : سأل ـ