ترجيح لغير الله على الله في المظهر ، كاشفا عن ضعف الإيمان.
ومحور التنديد في مراتب الحب هنا أن يكون غير الله أحب إليك منه ، لا لأن التسوية غير محظورة ، وإنما لعناية مظاهر الحب بين الله وما سواه ، حيث الفسوق عمليا هو مظهر من مظاهر الترجيح لغير الله على الله ، وأما الحب قلبيا فأقل درجاته في حقل الإيمان أقل رجاحة لحب الله على ما سواه ومن ثم درجات إلى حب العصمة وعصمة الحب.
ذلك ف «من الإيمان كون الله ورسوله أحب إلى المرء من سواهما» (١) تقديما لحب الله وعلى ضوءه حب النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وهكذا يكون «حب النبي من الإيمان» (٢).
ذلك حب الله أصالة وحب رسوله رسالة ، ومن لزامات ثاني الحبين حب الأئمة من أهل بيته (عليهم السلام) وكما يروى عنه متواترا : «عنوان صحيفة المؤمن حب علي»(٣)«حب علي براءة من النار» (٤) و «من مات على حب آل محمد مات شهيدا» (٥) «أساس الإسلام حبي وحب أهل بيتي» (٦).
وهذه الآية تنديدة شديدة مديدة بهؤلاء الذين ظلوا بعد الفتح بمكة
__________________
(١) مفتاح كنوز السنة نقلا عن بخ ـ ك ٢ ب ٩ و ١٤ ، ك ٧٨ ب ٤٢ ، ك ٨٩ ب ١ ، ك ٩٣ ب ١٠ ، مس ـ ك ١ ح ٦٦ ـ ٦٨ ، ك ٤٥ ح ١٦١ ـ ١٦٥ ، تر ـ ك ٣٨ ب ١٠ ، ك ٣٤ ب ٥٠ ، نس ـ ك ٤٨ ب ٢ ـ ٤ ، حم ـ ثالث ص ١٧٢ و ١٧٤ و ١٩٢ و ٢٠٠ و ٢٠٢ و ٢٠٧ و ٢٠٨ و ٢١٣ و ٢٢٦ و ٢٢٧ و ٢٢٨ و ٢٣٠ و ٢٥٥ و ٢٧٥ و ٢٧٦ و ٢٧٨ و ٢٨٣ و ٢٨٨ ط ـ ح ٢١٣١.
(٢) المصدر نقلا عن بخ ـ ك ٢ ب ٨ ، ك ٨٩ ب ١ ، ك ٩٣ ب ١٠ ، مس ـ ك ١ ح ٦٦ ـ ٧٠ ، تر ـ ك ٣٤ ب ٥٠ ك ٣٨ ب ١٠ ، نس ـ ك ٤٦ ب ٣ ـ ٤ و ١٩ و ٢٠ ، مى ـ ك ٢٠ ب ٢٩ ، حم ـ ثالث ص ١٧٢ و ١٧٤ و ١٧٧ و ١٩٢ و ٢٠٠ و ٢٠٢ و ٢٠٧ و ٢٠٨ و ٢١٣ و ٢٢٦ و ٢٢٧ و ٢٢٨ و ٢٣٠ و ٢٥٥ و ٢٧٥ و ٢٧٦ و ٢٧٨ و ٢٨٣ و ٢٨٨ ، رابع ص ٢٣٣ و ٢٣٦ ، خامس ص ١٧٠ و ٢٣٣ و ٢٣٦ و ٢٩٣ ط ـ ح ٢١٣١.
(٣ ، ٤ ، ٥ ، ٦). هي متواترة في عشرات من الروايات عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) كما في ملحقات إحقاق الحق فليراجع.