حيث ننظر بالقلب المفتوح والبصيرة المتفتحة إلى ملكوته.
ذلك ، وأما الملحدون المصلحيون الجدد ، أصحاب الاشتراكية العلمية ، فهم مسوخ مشوّهو الفطر ، بل هم ناكروها عند ما يلجئون إلى تقبل أحكامها ، فعند ما يصعدون إلى الفضاء وينزلون على القمر فيشهدون مشاهد الكون الرائع أمامهم ، ومشهد الكرة الأرضية معلقة في الفضاء هتفت فطرهم ما الذي خلقها وعلّقها في فضاءها ، ولكنهم حين هبوطهم إلى الأرض أمام إرهاب الدولة ، وإرهاب المصلحيات المادية ، يقول أحدهم إنه لم يجد الله هناك ، كاتما إلحاح فطرته وإلماع فكرته أمام ظاهرة من ملكوت السماوات والأرض! أجل و :
(مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ)(١٨٧).
وهو لا يضل إلّا من ضل على علم وتجاهل ، فإضلاله هو إدلاله فيما هو فيه ، ومدّه في ضلاله باستدراج «فلا هادي» له ، إذا (وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) وهذا هو جانب من إضلاله تعالى أنه يكلهم إلى أنفسهم دون مدّ إلى الهدى ، وهم ممدودون إلى الردى جزاء وفاقا ، فإنهم هم الذين أغلقوا أبصارهم وبصائرهم ، وعطلوا قلوبهم وعقولهم ، فغفلوا عن ملكوت السماوات والأرض وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم ، فيذرهم ـ إذا ـ في طغيانهم يعمهون ، وفي غيّهم يترددون.
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (١٨٨).
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها. فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها ، إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها) (٧٩ : ٤٤) ـ (يَسْئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللهِ) (٣٣ : ٦٣) «الساعة» في هذه الثلاث وفي الأربعين الأخرى هي من أسماء القيامة الكبرى ، وأصل الساعة هو الزوال والضياع ويقال لجزء خاص من الزمان «ساعة» لتصرّمه وضياعه فهي ـ إذا ـ حين تضيع الكائنات