وتزول عن كينونتها الحالية ، فالساعة هي منتهى الحياة الدنيا منذ قيامة الإماتة إلى قيامة الإحياء.
و «مرساها» هي ثباتها ، ثباتا لذلك الضياع والزوال ، وبداية ليوم القيامة إماتة وإحياء (١).
وكل هذه الآيات الثلاث والأربعون تؤكد على اختصاص علم الساعة بالله ، إجابة عن كافة الأسئولة عنها :
(قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي) حيث رباني بهذه التربية القمة الرسالية ، ولكنه ما علمني إياها لاختصاصها بحضرته تعالى ، وليس فقط (إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي) بل و (لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ) تجلية الإعلام عند وقوعها ، وتجلية التحقيق لها ، فلا حظّ لي على محتدي الرسالي العظيم والتربوي العميم من هذه الثلاث ، فلا علم لي بها أبدا ولا تجلية لها أبدا.
(ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) علما وإعلاما وتحقيقا وتحققا ، ثقلا لا تتحمله السماوات والأرض وحتى من شاء الله ألّا يصعق عندها : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) (٣٩ : ٦٨) ومنهم هذا النبي العظيم الذي هو أثقل من السماوات والأرض ، فقد «ثقلت» الساعة عليه علما وإعلاما وتجلية بكل أبعادها ، وأما غير (مَنْ شاءَ اللهُ) فهم فانون عند الساعة فكيف يعلمون مرساها؟
__________________
وفيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): تقوم الساعة على رجل أكلته في فيه فلا يلوكها ولا يسيغها ولا يلفظها وعلى رجلين قد نشرا بينهما ثوبا يتبايعانه فلا يطويانه ولا يتبايعانه.