وعلّ الصحيح (١) في منعهم غير صحيح إلّا إذا أريد إعطاءهم من الزكوة لفقرهم إضافة إلى عمالتهم ، والعلة في حرمة الزكاة عليهم عليلة ، إذ كيف تكون الزكاة أوساخ ما في أيدي الناس وليس الخمس وسواه مما في أيدي الناس هبة أو هدية أماهيه؟ ثم كيف تدفع أوساخ في سبيل الله و (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)!
إذا فالرواية القائلة أنها أوساخ هي نفسها من الأوساخ والمختلقات الزور والغرور التي دسها في أحاديثنا الغرور.
(وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) تشمل من تتألف قلوبهم إلى الإسلام والمسلمين بما يؤتون من الزكاة ، سواء أكانوا كفارا أو منافقين ، أم وبأحرى ضعفاء الإيمان ، تأليفا لهم إلى كامل الإيمان ، وكما الله يؤلف قلوب عباده بمواعيده الحسنى في الأولى والأخرى.
وليس يعني تأليف قلوب نافرة عن الإسلام ، إليه بالمال ، إغراءها بتلك الأموال كما يفعله الاستشراق المسيحي وما أشبه ، وإنما ذلك بعد كامل البيان وقاطع البرهان (٢) ، حيث الإيمان الآتي بالمال هو ذاهب بالمال
__________________
(١) هو صحيح العيص بن القاسم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إن أناسا من بني هاشم أتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسألوه أن يستعملهم على صدقات المواشي وقالوا : يكون لنا هذا السهم الذي جعله الله عزّ وجلّ للعاملين عليها فنحن أولى به فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يا بني عبد المطلب إن الصدقة لا تحل لي ولا لكم ولكن قد وعدت الشفاعة(الكافي ٤ : ٥٨ والتهذيب ١ : ٣٦٥).
(٢) نور الثقلين ٢ : ٢٣٠ عن الصادق (عليه السلام) في حديث يفسر الثمانية (وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) قوم وحدوا الله ولم تدخل المعرفة قلوبهم إن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتألفهم ويعلمهم كيما يعرفوا فجعل الله عزّ وجلّ لهم نصيبا في الصدقات لكي يعرفوا ويرغبوا ، وفيه عن أصول الكافي عن أبي جعفر (عليهما السلام) قال : المؤلفة قلوبهم قوم وحدوا الله وخلعوا عبادة من دون الله ولم تدخل المعرفة قلوبهم إن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) رسول الله وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتآلفهم ويعرفهم لكي ما يعرفوا ويعلمهم.
وفيه عن تفسير القمي في الصحيح عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال سألته عن قول ـ