في القلب كلما ازداد الإيمان ازدادت اللمظة (١).
(أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ) (١٢٦).
ألا يرون الحق ناصعا ناصحا تترى عليهم آياته (أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ ..) ومن هذه الفتنة الحروب المستجدة في كل عام مرة أو مرتين وهم فيها مخلّفون ، ومنها السورة التي تفضحهم بما في قلوبهم (ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ).
فلقد كانت الفتنة الربانية تتواتر عليهم عاما مرة وعاما مرتين ، كشفا لسترهم الستير وتركا لهم للنفير ، وانتصارا للمؤمنين دونهم ، فتحسرا لهم وتكسرا حيث ينتصرون دونهم ، وما أشبه من صور الفتنة ، ومنها :
(وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ هَلْ يَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ)(١٢٧).
«سورة» هي بصورة عامة تعني المسوّر باستقلال المعني ، آية مستقلة ، أم آيات مستقلات ، أم سورة مصطلحة ، أم سور مترابطات ، أم القرآن كله.
وآياتها على الترتيب : (وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللهِ وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ) (٩ : ٦٨) إذ تعني عناية مستقلة تعني واجب الإيمان والجهاد ، إن في آية أم في آيات.
__________________
ـ (عليه السلام) في حديث طويل قال : إن الله تبارك وتعالى فرض الإيمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقة فيها وبين ذلك ، قلت : قد فهمت نقصان الإيمان وتمامه فمن أين جاءت زيادته؟ قال : قول الله عزّ وجلّ : «وإذا ما أنزلت سورة ... إلى رجسهم» وقال : نحن نقص عليك نبأهم بالحق انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن لأحد منهم فضل على أخيه ولاستوت النعم فيه ولا استوى الناس وبطل التفضيل ولكن ...
(١) نهج البلاغة عن الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام).